على الآباء انتقاء ما يحكونه لأولادهم من حواديت، ويشترط فى الحدوتة أن تكون أحداثها واقعية، ذات تسلسل عقلانى، خاصة لو قدمت لأطفال دون السابعة، بعيدة عن المبالغات غير المقبولة والأحداث الخارقة والمرعبة والأسطورية والأجواء السحرية،
ومن الأفضل أن نلقى على مسامع أولادنا الحدوتة شفهيا، وليس بالقراءة من الكتب، لأن ذلك يخلق ألفة بين الطفل والحاكى، ويجعله يتعايش أكثر مع الحدوتة وأحداثها وتعتبر فرصة للتواصل العاطفى بين الطفل وأسرته، خاصة فى هذا الزمن الذى يرى فيه الأهل أبناءهم «بالعافية».
وقت النوم هو الوحيد الذى يكون فيه الطفل مستعدا للتواصل الكامل مع أبويه، بعد أن أرهقه اللعب طوال النهار ونفدت طاقته، والحدوتة فى هذا التوقيت مهمة للغاية لأنه سيختزن تفاصيلها وينتبه إليها جيدا، بسبب تركيزه العالى فى هذا الوقت، واستسلامه، ومن شروط الحدوتة الجيدة أن تكون قصيرة، حتى لا يشعر بالملل، أو يتشتت تركيزه، ولها قيمة تربوية، ومشوقة فى نفس الوقت،ويمكن للأم أن تستمدها من أفعاله السلبية، بشرط أن تحكى له عن الشخصيات الإيجابية التى تمتنع عن فعل سلبياته وليس عن شخصيات سلبية نالت جزاءها، لكى تشجعه على فعل الصواب، ويمكن لها أن تنمى مهارات طفلها الذهنية بحكى الحدوتة على مقاطع، كل منها فى ليلة، لتختبر قدرته على الاحتفاظ بالأحداث، وقوة الذاكرة، والحدوتة تنمى فى نفس الطفل قدرته على الحكى، وتجعله مستقبلا متواصلا مع أسرته، ولديه استعداد دائم للمناقشة، والفضفضة، لأنه اعتاد من صغره أن يسمع ويتكلم عبر الحدوتة»
No comments:
Post a Comment