مما يروى في بعض كتب التربية أن سيدة سألت - ذات مرة - مربياً مشهوراً : ما هو الوقت المبكر الذي أستطيع أن أبدأ فيه تعليم طفلي؟
فسألها المربي: متى سيولد هذا الطفل؟
أجابت السيدة: يولد؟! إنه الآن في الخامسة من عمره
فصاح المربي: ماذا تقولين أيتها السيدة؟! لا تقفي هنا تتحدثين، أسرعي إلى البيت؛ لقد ضاعت منك أحسن خمس سنوات في حياته...
إن شخصيةالإنسان تتبلور و تتحدد معالمها خلال السنوات السبع الأولى من حياته كما يقول أهلالتربية، و هذه السنوات القلائل التي تسبق دخول الطفل إلى المدرسة هي المرحلة التينغرس فيها في نفس الطفل كل المبادئ و القيم التي يحملها معه طوال حياته؛ سواء فيذلك مبادئ الخير أو مبادئ الشر، و القيم الصالحة و القيم الفاسدة...
النصيحة رقم (1)
تعاملي مع طفلك بالحب والحنان و الرحمة، و اجعليها سبب طاعة طفلك لك.. و لا تجعلي سبب طاعته لك و التزامهبأوامرك هو رعبه و خوفه منك
لأنذلك لن يدوم... فإن كنت تسيطرين عليه بسلطتك اليوم، فسيأتي يوم يصبح فيه أطول منك وأقوى منك.. فكيف ستتعاملين معه في ذلك الوقت، إن لم يكن أساس العلاقة بينكما هوالمحبة و المودة المتبادلة؟!
" و المحبة تولد المحبة، و الطفل يدركها إذا تلقاها و يبادل معطيه بمثلها، فهو إنتلقى المحبة سيردّ بأن يحب الآخرين، أما إذا تلقى القسوة و الجفاء فسوف ينشأ قاسياً و عدوانياً "
النصيحة رقم (2)
استخدمي قوةالإيحاء
هذه القوة العظيمة التيتؤثر في الجميع.. تؤثر فينا، و بشكل أكبر في أطفالنا..
عندما توحي لطفلك بخلق ما، أو بواحدة من الخصال الحميدةو تكرريها على مسامعه.. فإنها تترسخ في عقله الباطن.. ثم يتصرف لا شعورياً وفقاًلذلك..
قولي لطفلك دائماً: أنتمرتب.. أنت مهذب.. أنت نظيف.. و لاحظي كيف سيبدأ فعلاً بالتصرف بتهذيب، لأنه اقتنعبذلك.. و إن شئت (ولا أنصحك) قولي له: أنت مزعج.. أنت متعب.. و لا حظي كيف تختلف تصرفاته..
" إنه الإيحاء هذه القوة السحرية التي تجعل الفاشل ناجحاً و الناجح فاشلاً، و تحيل السقيم صحيحاً والصحيح سقيماً.. فاستعمليها كل يوم و لا تملي من استعمالها "
فكري في خصال حميدة تريدي لطفلك أن يتحلى بها.. أوحي له بها و كرريها على مسامعه ( أنت مؤدب، أنت صادق، أنتبتسمع الكلام،.....) حتى يقتنع بها و يظهر أثر ذلك في تصرفاته.. و فكري في صفات سيئة لا تريدي أن تكون في طفلك، و كرري على مسامعه أنه ليس كذلك ( ليس مزعج، ليسكاذب‘ لا يؤذي الآخرين،...) حتى إذا اقتنع بذلك، ظهر الأثر في تصرفاته، و ابتعدتلقائباً عن هذه الصفات السيئة.
ملحوظة:
بالنسبة للأطفال الصغار، فهم يفهمون ويستوعبون ما حولهم أكثر مما نتخيل.. يقول المختصون إن نسبة كبيرة جداً من معالمشخصية الطفل (60-80%) تتحدد حتى عمر الست سنوات.. أي قبل دخولهالمدرسة..
و يقول أحد الباحثين: إن تعليم القراءة للأطفال يبدأ منذ سن ستة أشهر..
كما يرى التربويون أن من الأفضل عدم تعويد الطفل علىالنوم في غرفة نوم الوالدين، مع أنه قد لا يفهم خصوصيات والديه في غرفتهما، و لكنذلك ينطبع في عقله الباطن و يحتفظ به بشعوره اللاواعي؛ فيؤثر عليه عندما يتقدم فيالسن بعد ذلك..
هذا كله يدل علىأن الأطفال يدركون و يستوعبون ما حولهم و لو لم نلاحظ نحن ذلك، أو لم يظهر عليهم ذلك.
النصيحة رقم (3)
الأسلوب الآخر المهم والذي يؤثر في الأطفال هو التشجيع..
إنه من طرق التربية الفعالة جداً.. " و هو أسلوب يكاد ينجح في كلحالة مهما تكن هذه الحالة مستعصية" ... سواء كان هذا التشجيع لفعل عمل جيد أو لتركفعل سيء..
مثلاً: يمكنك تشجيعطفلك على الدراسة.. و على الصلاة.. على المساعدة في أعمال المنزل.. على الصدق.. علىالإيثار.. و غيرها الكثير من الأفعال و الأخلاق الحميدة..
و كذلك يمكنك تشجيعه على ترك الصفات السيئة، مثل: تشجيعه على تجنب الكذب.. أو ترك الكسل.. أو الإبتعاد عن إيذاء الأولاد الآخرين.. أوتخريب ألعابهم.. و غيرها الكثير الكثير من العادات و الأخلاقالسيئة..
" طوري لديك عادة منأفضل عادات الحياة في التعامل مع الآخرين؛ و هي أن تركزي على العمل الجيد و تتغاضيعن القبيح.. لا تتصيدي أخطاء الطفل لتوبيخه عليها بل حسناته لتشجيعه عليها، ثمانظري أي طفل رائع سيكون"
النصيحة رقم(4)
" نمي في طفلك ملكةالإعتماد على النفس و لا تجعليه إتكالياً عديم المقدرة على تنفيذ أيأمر"
هذا بالتأكيد سوف يحتاجمنك إلى الكثير من الصبر و الإحتمال في الفترة الأولى.. لأن الطفل لن يتقن عمل كلشيء من المرة الأولى..
حين يبدأبالأكل و الشرب وحده.. و حين يبدأ بلبس و خلع ملابسه وحده.. و حين يبدأ بلبس حذاءهوحده.. و حين يبدأ بترتيب سريره... حين يبدأ بالقيام بكل ذلك سوف يحتاج لمساعدتك فيالبداية، ثم للنصح و الإرشاد مرة بعد مرة.. حتى يعتاد على هذه الأمور و تصبح منالبديهيات..
و في نفس الوقت هذايجب أن لا يجعلنا نستعجل نمو أطفالنا أو نوجب عليهم أموراً أكبر من عمرهم أومقدرتهم.. " إن الآباء يحبون أن يشاهدوا أبنائهم و قد صاروا كباراً في وقت مبكر.. لكن من الحكمة ترك كل شيء لوقته المناسب.. و تذكري أن الأطفال الذين لا تتشبع لديهمرغبات الطفولة في تلك المرحلة من عمرهم قد يحملون بداخلهم إشتياقاً دفيناً إليهابقية حياتهم، فيأتون -و هم كبار- بالمضحكات!!"
النصيحة رقم (5)
" لا تجعلي طفلكضعيفاً مستسلماً مهزوز الشخصية، و لا تفسديه بالدلال.
إن الطفل ينشأ بلا شخصية إذا أسرعت إليه كلما بكى أواشتكى، و أخذت بحمله و ضمه إليكي كلما وقع، و إذا أشعرتيه بانك بجانبه و وراءهدائماً كأنك الملاك الحارس.. بل دعيه يقع و يقوم، و يبكي و يسكت، و يجرح فيداوينفسه، و يتعثر فينهض بعزمه و إرادته.
و ليس معنى ذلك طبعاً أن تهمليه فيصاب أو يتضرر دون أن تلاحظي ذلك لاسمح الله، و إنما المقصود أن تكوني المراقب عن بعد، فإذا استدعى الأمر تدخلاً منكتدخلتي.. و لكن لا تسارعي بالتدخل حتى تتأكدي من أن لتدخلك ضرورةحقيقية"
النصيحة رقم (6)
"اغرزي الحياء في نفس طفلك غرزاً منذ المهد"
إنالحياء أصل في فطرة الأطفال السليمة التي يولدون عليها، ثم تؤثر فيها التربية بعدذلك.. فإما أن تؤصل هذا الحياء و تزيد منه، و إما أن تفسده وتخربه..
عليكي -أيتها الأم- أنتحرصي على أن لا تتكشف عورة الطفل أمام أحد، سواء غيره من الأطفال أو الكبار.. واحرصي كذلك على أن لا تتكشف عورات أحد أمامه(عورة الأب أو الأم مثلاً.. أو إخوةالطفل و أخواته الصغار)..
وتذكري أن الأطفال يفهمون ما حولهم و يتأثرون به.. "فلا تستصغري الطفل أو تظني أنهأصغر من أن يعي ما يرى"... "فالصور التي يراها الطفل -حتى في شهوره الأولى- تنطبعفي خياله الباطن أو في عقله اللاواعي و لو بشكل مبهم، و هي تؤثر في تشكيل شخصيته وقناعاته بعد ذلك"..
النصيحة رقم (7)
"علمي أبنائك فضيلةالإقتصاد في كل شئ و ساعديهم على الإحساس بقيمة الأشياء"
إذا قام ابنك بفتح صنبور الماء على آخره و هو يتوضأ أوينظف أسنانه، أو حتى يغسل يديه.. فنبهيه أن هذا الماء أمانة و علينا أن نحافظ عليهو لا نهدره، و يقول عليه السلام: لا تسرف ولو كنت على نهرجار..
و إذا خرج من غرفة لأخرىفي المنزل و ترك الأنوار خلفه مضاءة فنبهيه على ذلك، و أخبريه أنها طاقة و لا يجوزهدرها و أن والده يتعب و يشقى للحصول على المال فلا يصح أن نضيعه في غير فائدة.. "وذكريه بمثل ذلك لو طلب شيئاً غالي الثمن له بديل رخيص..
و إذا وسخ ملابسه أو شق ثوبه و هو يلعب فذكريه أنكتتعبين بالتنظيف و رتق الثوب، و أن تعبك لا يصح الإستهتاربه"..
و غير ذلك الكثيييير منالأمثلة..
"إنك بذلك تحققين بعضمقاصد الدين التي تنهى عن الإسراف"..و بتعليمك لأطفالك فضيلة الإقتصاد توفر الأسرةالجهد و المال التي هي أولى به من الضياع.. ثم إن ذلك يساعد الطفل على الإستمتاعبما يملك، لأنه يحس بقيمة الأشياء.. و بالتالي يشعر بالسعادة للحصول عليها.. "لأنوفرة الأشياء و سهولة الحصول عليها يفقدانها كثيراً من قيمتها وبهجتها"
النصيحة رقم (8)
" لا تجعلي طفلك أسير عادة"..
بمعنى أن يعتاد علىسلوك معين أو لعبة أو شخص معين، فلا يعود يستطيع الإستغناء عن هذا الشخص،أو النوممن دون تلك اللعبة، أو تغيير ذلك السلوك..
مثلاً: حاولي أن لا تعودي طفلك الرضيع على النوم هزاً، أو النوممحمولاً.. أو مثلاً لا ينام إلا و النور مضاء.. أو يشترط وجود أمه أو أبيه أو أحدمعين بقربه عند النوم.. "و من ذلك أن يعتاد على الأكل أو الشرب في إناء معين، أويعتاد على نوع من الطعام أو نوع من الشراب لا يستغني عنه في أييوم"...
هذا سيؤدي به إلى أنيكبر ذات يوم و قد اعتاد على مستوى من العيش، ربما لا يستطيع أبواه الإستمرارعليه..
" حاولي أن تغيري ظروفطفلك باستمرار، و اجتهدي بأن لا تَخضَعي لعادات طفلك" و لا تجعليها تأسرك فيتصرفاتك.. "فإن ذلك يعينه عندما يكبر فيصبح أقوى من ظروفه و أقوى من عاداته..
و عندما يكبر حاوريه".. وذكريه أن من خصائص هذه الحياة التغير و التقلب، و أن الحال فيها لايدوم...
"فخير له أن يسايرتقلبَ الحياة من أن يُحَطّمَهُ تقلبُ الحياة"
النصيحة رقم (9)
"اللعب حاجة طبيعيةأساسية من حاجات الطفل، بل ربما لا ينمو الطفل نمواً سليماً إذا حرم اللعب في سنيحياته المبكرة"
حاولي أن توفريلطفلك ما يناسبه من الألعاب في كل مرحلة عمرية يمر بها، و هذا لا يعني طبعاً أنعليك إنفاق مبالغ طائلة على لعب جديدة و مثيرة، بل إن الأكواب المعيارية و العلب والأواني البلاستيكية و الملاعق الخشبية قد تكون ممتعة للطفل تماماً مثل الخشخيشات والكرات التي تشتريها من المتجر...
في البداية يكون إهتمام الطفل محصور بالألعاب البسيطة و الخشخيشاتذات الألوان الزاهية، التي تجذبه في عمر الأشهر..و بعض اللعب التي تصدر أصواتممتعة..
و بعد عمر السبعة أشهريزداد اهتمام الأطفال بالألعاب.. بالإضافة إلى أن اللعب في هذه المرحلة من العمريطلق خيال الطفل... فهو يكتشف ما حوله و يتعلم العلاقات بين الأشياء عبرالألعاب..
و حاولي في السنيناللاحقة اختيار الألعاب التي "تنمي لديه القدرة على التفكير و تساعده على الإبداع.. من ألعاب الفك و التركيب و التشكيل و التشغيل.. و لاحظي أن صانعي الألعاب يوصون بمايناسب ألعابهم من سن" فاختاري أنت لطفلك ما يناسبه حسب عمره، "و تجنبي ما يضر ويؤذي من ألعاب" سواء من الناحية المادية، مثل الألعاب ذات الأجزاء الصغيرة التي قدتؤدي إلى الإختناق.. أو ذات الأطراف الحادة التي تجرح.. أو ذات الأصوات العاليةالتي تؤذي الأذن..
أو ما يؤذيمن الناحية المعنوية،"مثل الألعاب التي تخيف الطفل أو ترعبه.. أو ما يغرق الطفل فيعالم الخيال السخيف"..
هناكالعديد من الألعاب البسيطة التي تنمي دقة التركيز و الملاحظة لدىالأطفال..مثال:يمكنك وضع عدة أشياء على صينية و تضعيها أمام الطفل لمدة دقيقتينمثلاً حتى يلاحظ الأشياء و يحفظها.. ثم تبعدي الصينية و تطلبي منه أن يذكر الأشياءالموجودة فيها... أو أن تبعدي الصينية و تأخذي منها شيئاً ثم تعيديها أمامه و تطلبيمنه معرفة الشئ الناقص...
وغيرها الكثير من الألعاب التي تنمي الذكاء و التركيز و قوةالملاحظة..
ختاماً: حاولي أنتراقبي طفلك و هو يلعب، و ساعديه على اللعب بطريقة صحيحة.. فلا يؤذي نفسه أثناء اللعب، أو يقوم بتحطيم الألعاب.. بل شاركيه لعبه في بعض الأحيان
النصيحة رقم (10)
" اعتمدوا نظاماً عاماً للحياة، فإن من شأن ذلك أن يريح كل الأطراف و يوفر الكثير من المعاناة *** الآباء و الأبناء جميعاً"
هذا النظام يجب أن يحدد القوانين العامة للمنزل، و ليس التفاصيل الدقيقة..
مثلاً أوقات النوم، أوقات الإستيقاظ صباحاً أيام العطل.. أوقات الطعام ( الغداء و العشاء)..
و الحقوق و الواجبات، مثل مساعدة الأم في أعمال المنزل، و تقسيم الوقت بين العمل و التسلية..
و الأصول و القيم العامة مثل: احترام الصغير للكبير.. مساعدة الكبير للصغير.. الإستئذان عند استعارة غرض من صاحبه.. طرق الباب قبل الدخول إلى غرفة مغلقة في المنزل.. أخذ الإذن قبل زيارة الأصدقاء أو دعوتهم للمنزل.. عدم البقاء خارج المنزل ليلاً بعد ساعة محددة.. عدم الدخول إلى الحمام إلا بالحذاء المخصص له.. عدم مشاهدة التلفاز قبل انهاء الواجبات المدرسية.... و غيرها الكثير من الأمثلة التي ربما تزيد أو تنقص حسب العائلة و حسب طبيعة المنزل..
" غير أن هذا النظام لن يكون بمنزلة الشرع الذي لا يخالف.. و لا هو قرآن لا يبدل، فإن دعت الضرورة الملحة إلى تعديل أو تجاوز، فليكن فيه من المرونة ما يسمح بذلك"
النصيحة رقم (11)
" الطفل الوحيد لا تستقيم تربيته لكثير من الأسباب، فإن تفضل الله *** الأبوين فليسعيا إلى ولدين أو أكثر؛ فإنهما بذلك يهيئان لأبنائهما ظروفاً أفضل للتربية.
إن الطفل الوحيد ينشأ طفلاً أنانياً لأنه اعتاد أن الأشياء و الألعاب و الإهتمام: كل ذلك له وحده لا يشاركه فيه أحد، و ينشأ طفلاً عدوانياً لأنه يريد الإستئثار بكل شيء و بكل اهتمام، و ينشأ طفلاً خيالياً لأنه يعيش وحيداً دون من يشاركه حياته و كلامه و لعبه، و ينشأ طفلاً انطوائي غير اجتماعي..
إن العلل التي تنشأ عن طفل وحيد كثيرة جداً..
فإن كان ذلك بإرادة من الله، لا يملك معه الوالدان فعل شيء.. فلا راد لقضاء الله..
و أما إن كانا قادرين فليجتهدا بولدين الأقل، و ليكونا متقاربين في العمر.. حتى ينشآ متفاهمين، و إن اختلفا أحيانا... متحابين، و إن تجافيا في بعض الأوقات.. و تكون تربيتهما أسهل بالنسبة للأبوين"
النصيحة رقم (12)
"كوني عادلة مقسطة بين أولادك، فلا تفضلي واحداً على حساب الآخر.. و لا تميزي أحداً على حساب أخيه"
قد يميل الأب أو الأم لا شعورياً أو عن غير قصد إلى أحد الأبناء.. ربما يميلون إلى الإبن الأكبر (البكر)، أو إلى الأصغر (آخر العنقود)،... أو قد يميزون الولد في المعاملة إن كان بين إخوة بنات، أو البنت إن كانت بين أولاد..
و أياً كان ذلك فيجب على الوالدين الإنتباه إلى أفعالهما و تصرفاتهما، و مقاومة هذا الميل القلبي.. "و حتى إن لم يمكنهما القضاء عليه تماماً، فإن عليهما أن لا يسمحا له بالظهور.. و أن يحولا دون ملاحظته من قبَل الأبناء"
إن تفضيل أحد الأولاد على الآخر في المحبة، أو تمييزه في المعاملة خطأ فادح.. أما إظهار ذلك و التصريح به فهو خطيئة..
إن عدم العدل بين الأولاد و تفضيل أحدهم يؤدي إلى أن ينشأ إخوته ساخطين و معقدين.. و يؤدي إلى أن "تسود بين الإخوة روح الحسد و الضغينة و مشاعر الكره المتبادل
النصيحة رقم (13)
"يبدأ الطفل بالتقليد منذ الشهر السادس، و يكون تقليده تقليد حركات في البداية، لكنه لا يلبث أن يصبح تقليد عادات ثم تقليد أعمال و عبادات..
و يولع الطفل ولعاً شديداً بالتقليد في سنته الثانية و الثالثة.. و هو لا يتوقف عن اقتباس أخلاق والديه و تقمص شخصيتهما بقية حياته... فليحرص الوالدان على أن يكونا قدوة حسنة صالحة، و لا يكونا غير ذلك...
إن الطفل يقلد الكلمة.... فيتعلم الكلام
و يقلد الحركة.... فيتعلم السلوك
و يقلد الصلاة.... فيتعلم العبادة
فكوني لطفلك قدوة حسنة في مظهرك و سلوكك و تلفظك و في كل نواحي الحياة..
و تذكري أن طفلك إن رآك تكذبين على جيرانك، نشأ كذاباً... و إن رآك تتكاسلين عن الصلاة، نشأ معرضاً عنها...
إنه مرآة لك.. فكوني له خير صورة"
النصيحة رقم (14)
من الأمور المهمة جداً في تربية الأبناء: "إتفاق الوالدين في تفاصيل التربية و في كيفية التعامل مع الأطفال"، لأن عدم الإتفاق على هذه الأمور مسبقاً... "قد يقود لنتائج عكسية لعملية التربية"
يجب أن يتناقش الأب و الأم في كل شيء و يتفقا على الممنوعات و المسموحات، فلا يكون أمر مقبول من الأم.. ثم يأتي الأب و يرفض هذا التصرف، أو يسمح الأب للطفل بعمل معين.. فتأتي الأم و (تخانقه) بسبب هذا العمل..
و يجب أن لا يبتسم أحد الأبوين أثناء تأنيب الآخر للطفل؛ لأن ذلك يفسد الأمور... "و يجب أن لا ينقض الزوج أمر زوجته، أو تحتضن الأم الطفل إذا عاقبه أبوه أو زجره".
و لكن هذا الإتفاق يجب أن يكون بحدود، و تراعى فيه نفسية الطفل.. حتى لا يشعر بأنه منبوذ أو أنه وحيد أمام (هجوم كاسح مزدوج) من الأبوين؛ كأن يشتركا كلاهما في ضربه و زجره و تأنيبه..
المطلوب هو اتفاق بين الوالدين في المواقف و الآراء و مراعاة النفسية المرهفة الحساسة للطفل.. حتى لا نلقي عليها بكامل الثقل فتسحق لا سمح الله..
النصيحة رقم (15)
" قد تخل تدخلات الأهل بتربية الوالدين في كثير من الأحيان"
و خاصة الأجداد الذين يدفعهم تقدمهم في العمر و العواطف الفياضة في قلوبهم إلى تدليل الأحفاد بشكل كبير..
طبعاً التدليل أمر جميل، لكن إذا تجاوز حده إلى حد السماح للأطفال بما يمنعهم منه الأب و الأم.. أو الهروب إلى أحضانهما عند عصيان الأوامر.. أو شفاعتهما عند توبيخ الأطفال بحيث يصبح التوبيخ لا قيمة له.. عندها يجب أن يمنع الوالدان هذا التدخل السلبي..
و طبعاً هذه مهمة ليست سهلة؛ لأن المتدخل هو الجد أو الجدة.. و هناك اعتبارات كثيرة تمنعنا من الحد من مثل هذا التدخل..
لكن من الضروري أن نفهم الجميع و بالأسلوب المناسب، مع مراعاة أعمار الجميع، و منزلة و مراكز الكبار خاصة، نفهمهم
"أننا أرفق بأبنائنا منهم.. و محبتنا لأبنائنا تفوق محبتهم له جميعاً، و لكن ذلك أمر و التربية أمر آخر"
النصيحة رقم (16)
" تربية الأولاد من أكثر المجالات التي يميل فيها الناس إلى تقديم المشورات و الخبرات المجانية
لا بد أن لك طريقتك في التربية.. فكيف ستستطيعي اتباع نصيحة كل ناصح؟ و الإستجابة لكل رأي؟.. ثم إن الناس أنفسهم لا يتفقون.. فهم -في قضايا التربية- شيع و مذاهب!!
يجب أن تكون لديك خطة معينة في التربية، و يجب أن لا تعتادي على سماع النصح من كل ناصح، فتجعلي أولادك حقل تجارب لآراء الآخرين و نظرياتهم التربوية.. بل استمري على خطتك، و حافظي على خطك التربوي الذي أنت فيه.
هذا لا يعني طبعاً أن تغلقي أذنك في وجه كل نصيحة (و إلا كان و لا أحد قرأ هذا الموضوع).. فإن من النصائح ما يفيد، و كثير من الناس يملكون خبرة في التربية تستحق أن تؤخذ بعين الاعتبار،... فكري بكل ما تسمعيه بعقل منفتح، فخذي ما يناسبك و دعي سواه."
النصيحة رقم (17)
" إزرعي في نفس طفلك حب القراءة منذ طفولته المبكرة، ثم نميها دائماً بعد ذلك"
يحسب بعض الناس أن تعليم القراءة للطفل يبدأ منذ دخوله إلى المدرسة، لكن الحقيقة أن تعليم القراءة للأطفال و تحبيبهم بها يبدأ منذ سن ستة أشهر..
و إذا أردت أن تربي قراء جيدين، فإن عليك أولاً أن تتعرفي إلى مهارات السرد القصصي، فتقدمي المعرفة للصغار كما يقدم القاص حكاياته الممتعة و المشوقة..
" يبدأ الأمر مع كتب الأطفال الرضع التي لا تحتوي غير الصور، ثم تبدئي بتزويده بالقصص التي تُملأ أكثر مساحاتها الصور الملونة الجذابة، و القليل من الكلمات المكتوبة بخط واضح و كبير.. و اختاري لكل سن ما يناسبه من كتب و قصص حتى تصبح للطفل مكتبة خاصة صغيرة في غرفته يفخر بها و يحرص عليها، و لتكن الكتب بعضاً من مقتنياته المفضلة التي يحرص عليها كما يحرص على الألعاب الجميلة"
و من المهم جداً أن نختار بعناية ما نقصه على الأطفال الصغار، و علينا أيضاً تشجيع الطفل على المشاركة أثناء القراءة، فعادة القراءة لن تتكون لدى الطفل إلا عندما يشعر بشيء من المتعة و اللذة عندما يقرأ، و يحدث ذلك عندما يشعر أن القراءة تمثل بالنسبة له نوع من الإكتشاف و نوع من تنمية الذهن و توسيع الفهم..
و بإمكانك أن توصلي للطفل الكثير من المبادئ و القيم المهمة عن طريق القراءة و سرد القصص.. فمن خلال قصة ممتعة يمكن أن تعلمي الطفل حب الناس و إحترام النظام، و تقدير الصدق، و الأمانة، و الإهتمام بترتيب شأنه الخاص، إلى جانب إعطاءه درساً في اللغة و التواصل..
النصيحة رقم (18)
" موقفنا نحن الكبار من الخطأ ينعكس على أبنائنا بأعمق و أشد مما نظن
إذا أخطأت أيتها الأم، أو أخطأتَ أيها الأب في أمر لا يحتمل التأويل و لا التعليل (و من منا لا يخطئ؟!)" فليس هناك أمر أفضل و لا أحسن أثراً في تربية الأبناء من الإعتراف بالخطأ.
ربما يتعجل الأب في:36_5_11[1 "قيادة السيارة ذات يم فيخترق الإشارة الحمراء، و أبناؤه معه في السيارة، فخير له أن يبادر إلى إظهار الندم و الإعتراف بالخطأ... حتى لا يقود الإبن سيارته ذات يوم (بعد سنوات) فيخالف كل القوانين و يتسبب في مآس و حوادث لا سمح الله..
و أؤكد أن تصرفاً كهذا سيولد في نفس طفلك أثرين لا ينمحيان: أولهما احترامٌ للأب و لصدقه و صراحته، و الثاني شجاعة للإعتراف بالخطأ و الإقرار بالذنب.. سيتحلى بها إلى الأبد.
النصيحة رقم (19)
" القاعدة الأولى بالنسبة للعقاب أن العقاب مرتبط بالذنب، فكيف يصح أن يعاقب طفل لم يذنب؟!"
إن عقاب الطفل دون ذنب اقترفه أو خطأ ارتكبه هو ظلم له... ظلم سيحاسبنا الله تعالى عنه يوم القيامة..
و لتعلمي أيتها الأم أن القسوة المتناهية مع الطفل تعوده الضعف و الجبن و الهروب من مسؤوليات الحياة.. بالإضافة إلى أن "الطفل الذي يتلقى العقاب ظلماً مرة بعد مرة سوف تتراكم في نفسه مشاعر المرارة"و يسبب له ذلك الحقد على الشخص الذي يظلمه، أو الحقد على الناس جميعاً.. و ربما انتهى به الأمر حين يكبر أن يصبح هو نفسه من الظالمين..
" إن الظلم ممارسة يأباها الصغار كما يأباها الكبار، فاستشعري مرارتها في ذاتك قبل أن تسمحي لنفسك بتطبيقها على نفسية الطفل المرهفة.
ليكن عقابك عادلاً؛ فتأكدي من ذنب الطفل تأكد اليقين.. و لا تعاقبي ظلماً أو على شبهة أو ظن."
النصيحة رقم (20)
"من الضروري أن يعرف الطفل لماذا يعاقب حتى لا يظن أنه يعاقب بغير ذنب أو بلا سبب"
إن الطفل بإذراكه البسيط قد يعجز عن معرفة الخطأ الذي ارتكبه، و قد يجهل أنه فعل ما يستوجب العقاب، فمداركه ليست كمدارك الكبار، و لا يستطيع التفريق بعد بين ألعابه الصغيرة التي يحق له مسكها و رميها على الأرض.. و بين التحف التي تزين بها أمه البيت و التي يجب أن لا يقترب منها أو يرميها..
" إذا اقترف الطفل ما يوجب العقاب فسوف تعاقبيه، و لكن تأكدي من توضيح العلة التي عاقبته بسببها. و اعلمي أن طفلك قادر على فهم القوانين التي تضعيها للبيت و الحياة مهما كان صغيراً؛ إذا قدمتها له بالشكل الذي يراعي عمره و مبلغ عقله."
النصيحة رقم (21)
" كوني عادلة مقسطة في أوامرك و نواهيك و عقوباتك"
تذكري أن من الطلبات و التكليفات و الأوامر ما قد يناسب عمراً معيناً لكنها قد لا تناسب عمراً آخر، و كذلك النواهي و المحظورات.. فإنه من الخطأ أن يأمر الأهل الطفل بشيء لا يستطيع فعله، أو أمر أكبر منه، فلا يستطيع الطفل فعله فيعاقبه الأهل.. أو ينهون الولد عن أمر لا مفر من وقوعه، فيقع هذا الأمر فيعاقبونه.
" و من الخطأ أيضاً أن تعاقبي الطفل قبل أن تتأكدي من ذنبه، و من الظلم أن تحاسبيه حساب ابن عشر سنين و هو ابن سنتين مثلاً؛ بمعنى أن عليك أن تراعي سنه و مستوى فهمه و استيعابه و قدرته قبل أن تقرري معاقبته من عدمها، و حجم المعاقبة في حال وقوعها"
و من الظلم أن يجعل الأهل أولادهم وسيلة لتفريغ غضبهم.. فيعاقبون أو يضربون أو حتى يشتموهم، ليس بسبب ذنب ارتكبوه.. بل لأن الوالد أو الوالدة منزعجين من العمل أو غاضبين من أمر خارجي لا دخل للأولاد فيه..
النصيحة رقم (22)
" قرري العقاب الملائم قبل أن تبدئي بالعقوبة
فكما أن الذنب درجات و أنواع فيجب أن يكون العقاب كذلك؛ فلا يعقل أن تعاقبي على الذنب الكبير كما تعاقبي على الذنب الصغير، و لا تعاقبي على الذنب العارض كما تعاقبي على الذنب المتكرر، و لا على ذلك الذي يأتيه الطفل على تردد و تخوف كالذي يصر عليه و يتحدى به أوامرك و نواهيك.
و تذكري أن ضرب الانتقام أو ضرب الجنون جريمة، فتجنبي - بأي حال من الأحوال- أن تعاقبي الطفل برد فعل أو ثأراً منه لأنه أزعجك أو آذاك أو أغاظك، و لا تعاقبيه كذلك إلا و أنت مالكة نفسك تماماً.. فإذا غضبت فدعي العقوبة في حالة الغضب حتى تسترجعي هدوئك و سيطرتك على نفسك"
الـــعـقــاب
"العقاب وسيلة تربوية كثيراً ما يساء فهمها و كثيراً ما يساء استخدامها. و لما كان ذلك يؤدي إلى نتائج وخيمة على المدى القصير و على المدى الطويل، فإن الفهم الصحيح لهذه الأداة التربوية من شأنه أن يوفر على الأبناء و الوالدين جميعاً الكثير الكثير من الجهد و العناء"
و تؤكد سيرة الرسول صلى الله عليه و سلم في معاملته للأولاد و ملاطفته لهم؛ أن الرفق و اللين هو الأصل في التعامل مع الأطفال..
و يرى الكثير من علماء التربية الإسلاميين أنه على المربي أن لا يلجأ إلى العقوبة إلا عند الضرورة القصوى، و أن لا يلجأ للضرب إلا بعد استنفاذ جميع الوسائل و الطرق الأخرى.. و يكون هذا الضرب محاطاً بدائرة من الحدود و الشروط، حتى لا يخرج من قصد الزجر و الإصلاح إلى التشفي و الإنتقام..
و ختاماً.. نداء إلى "الآباء و الأمهات: رفقاً بهذه المخلوقات الرقيقة التي نسميها (الأطفال)، و لا تستهينوا بالعقاب فتستعملوه كيف كان، و اعلموا أنه سلاح و السلام لا يستعمل إلا بحذر و مران؛ فإن لم يكن ذلك صار أداة قتل و تدمير و عاقبته خسران و أحزان".
النصيحة رقم (23)
" تجنبي العقاب المؤذي سواء كان هذا الأذى مادياً أم معنوياً
على الأب و الأم - إذا عاقبا - أن يميزا بين العقاب المؤثر و العقاب المؤذي، فالغرض من العقوبة أن تترك أثراً محدوداً يردع المخطئ عن خطئه حتى لا يعود إليه، أما الأذى فإنه يترك آثار مدمرة تشوه جسم الطفل أو تشوه نفسيته، و هي تشوهات قد لا يبرأ منها أبداً"
فمن العقوبات المؤذية التي قد تشوه جسم الطفل: " الضرب المبرح أو الضرب على أجزاء حساسة من جسم الطفل كالرأس مثلاً، فمثل هذه العقوبات ربما تسببت في عاهات دائمة"
و من العقوبات المؤذية التي تشوه نفسية الطفل: " الحبس في مكان مظلم أو التهديد برمي الطفل مع النفايات أو إعطائه للشحادين (و الغريب أن الأطفال يصدقون هذا الكلام)، و هي عقوبات قد تنشئ طفلاً معقداً جباناً تلازمه هذه العقد و المخاوف إلى آخر عمره"
النصيحة رقم (24)
" العقاب يفقد قيمته مع كثرة تكراره، فلا تكثري منه بغير داع أو ضرورة.
بعض الآباء و الأمهات يحسبون أن عليهم معاقبة أطفالهم على كل غلطة أو هفوة كما يعاقبونهم على عظائم الأمور، فتراهم في يومهم كله ينتقلون من عقاب إلى عقاب... من زجر إلى تهديد إلى ضرب.. فلا تكاد تمر ساعة من اليوم بغير عقاب أو حتى تهديد بعقاب!!
تذكري أن العقاب لا يكون إلى عند الضرورة؛ إنه مثل الكي الذي قالو إنه آخر الدواء؛ فلا تجعليه الإجراء الأول الذي تفكري فيه كلما أزعجك طفلك"..
و يقول الباحثون أن العقاب يجب أن لا يحتل مساحة تزيد على الـ10% من تعاملك مع طفلك، و يحتل الثواب و التشجيع الـ90% الباقية..
"
و تذكري أن العقاب يغدو أقل تأثيراً كلما كثر تكراره (مثل كل موفور رخيص أو نادر ثمين)؛ فلا تلجئي إليه إلا عند الضرورة و على تباعد من الزمن."
النصيحة رقم (25)
"تظن بعض الأمهات أن العقاب كلمة مرادفة للضرب؛ فلا ترى الواحدة منهن إلا ضاربة ولدها... و لا ترى ولدها إلا مضروباً. و لكن من قال بأن العقاب لا يكون إلا بالضرب؟
قد يكون الضرب مناسباً لطفل و قد لا يكون مناسباً لطفل آخر، و قد يكون ملائماً في ظرف و لا يكون ملائماً في ظروف أخرى. و ما دمنا قد علمنا أن العقاب يفقد قيمته مع تكراره فإن من وسائل تجنب التكرار تغيير نوع العقوبة.. فتصبح بذلك أدعى للتأثير.
بل الحقيقة أن الضرب ينبغي أن يكون أقل العقوبات التي يلجأ إليها الوالدان؛ فجربيه مرة و دعيه عشراً إلى وسائل أخرى (مثل الحرمان من اللعب لبعض الوقت مثلاً).. و قد تكون أبلغ عقوبة مجرد العبوس في وجه طفل حساس، أو حتى تعبير مقتضب مثل: لقد أزعجتني بعملك هذا!."
النصيحة رقم (26)
" ليس شرطاً أن يصاحب العقاب أو التأنيب عبوس و تقطيب و صياح و صراخ، و لكن ليكن التعبير عنه بالنبرة الجازمة و الإشارة القاطعة مع الهدوء و امتلاك النفس، فهذا هو العقاب الجدي المؤثر، و أشد فعلاً و أبعد أثراً من حفلة عقاب صاخبة ترغي فيها الأم و تزبد و يتطاير فيها الشرر من العيون كأنها فصل من معركة!
و تذكري أمراً مهماً جداً: العقاب محدود و يجب أن تكون آثاره محدودة كذلك.
فإذا ما انتهى العقاب فيجب أن تعود الأمور طبيعية و يعامل الطفل معاملة طبيعية، و لا ينبغي أن يستمر العقاب بالتوالد ساعات طوال و أيام متوالية (فلا يتوقف إلا حين ينساه الأب أو الأم) مما سيؤدي بالطفل إلى أن يعاف البقاء معهما و يؤدي به كذلك إلى الميل إلى اعتزالهما و الهرب منهما"
النصيحة رقم (27)
" و أخيراً تذكري أن في حياة ولدك فترة زمنية يصلح أن يعاقب فيها، أما في غيرها فلا...
إن ابن الشهر و الشهرين لا يعاقب بحال لأنه لم يفهم أصلاً، و لا يبدأ الطفل بالفهم قبل الشهر الثامن، و بالتالي فلا يجب أن يبدأ العقاب قبل ذلك.
ثم تذكري عزيزتي الأم أن من العقوبات ما يناسب عمراً دون سواه، و كلما ازداد الطفل تقدماً بالسن كلما صار أحوج إلى العقوبة المعنوية منه إلى العقوبة المادية؛ فأنت لن تؤثري في ابن ثلاث سنين لو أظهرت حزناً أو تألماً من فعل فعله، و لكن مثل هذا سيكون مؤثر للغاية في ابن تسع سنين.
أما عقوبة الضرب بالذات فإن تطبيقها على من بلغ العاشرة من عمره يعد خطأ، و هي على من تجاوز الثانية عشرة أو الثالثة عشرة خطيئة تربوية كبيرة"
No comments:
Post a Comment